الخميس، 26 مارس 2015

(استحباب الادِّهان والتطيُّب)

عن جابر بن سمرة، سئل عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «كان إذا دهن رأسه لم ير منه شيء، وإذا لم يدهن رئي منه شيء» (رواه مسلم)
وعن سعيد بن جبير، قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما، يدهن بالزيت. (رواه البخاري)
وعن سلمان الفارسي، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» (رواه البخاري)
قال ابن رجب في فتح الباري: والأدهان: هو دهن شعر الرأس واللحية مع تسريحه، وهو الترجل، وقد كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يفعله.
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يحرم، يتطيب بأطيب ما يجد، ثم أرى وبيص الدهن في رأسه ولحيته، بعد ذلك» (رواه مسلم)
وعنها رضي الله عنها قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لإِحْرَامِهِ حِينَ يُحْرِمُ، وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ. (متفق عليه)
وفي لفظ عند مسلم «كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله، ولحرمه بأطيب ما أجد».
وفي لفظ عند مسلم أيضا: «كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يطوف على نسائه، ثم يصبح محرما ينضخ طيبا»
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة» (رواه النسائي) .
وعن نافع قال: «كان ابن عمر يستجمر بالألوة غير مطراة، وبكافور يطرحه مع الألوة ويقول: هكذا كان يستجمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (رواه مسلم)
(يستجمر) الاستجمار هنا التبخر وهو استفعال من المجمرة وهي التي توضع فيها النار.
(الألوة) بفتح الهمزة وضمها وضم اللام وتشديد الواو وفتحها العود الذي يتبخر به.
(غير مطراة) أي غير مخلوطة بغيرها من الطيب ذكره في شرح مسلم.
والحديث يدل على استحباب التبخر بالعود وهو نوع من أنواع الطيب المندوب إليه على العموم.
(نيل الأوطار للشوكاني)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عرض عليه طيب فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة» (رواه مسلم)
والحديث يدل على أن رد الطيب خلاف السنة. (نيل الأوطار)
وعن أبي سعيد «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المسك: هو أطيب طيبكم» ( روا ه مسلم)
وعن أنس، قال: قال صلى الله عليه وسلم: " إن طيب الرجال ما خفي لونه وظهر ريحه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه " رواه البيهقي في شعب الإيمان وهو صحيح، والنسائي والترمذي عن أبي هريرة بسند ضعيف.
والحديث يدل على أنه ينبغي للرجال أن يتطيبوا بما له ريح ولا يظهر له لون كالمسك والعنبر والعطر والعود وأنه يكره لهم التطيب بما له لون كالزباد والعنبر ونحوه وأن النساء بالعكس من ذلك وقد ورد تسمية المرأة التي تمر بالمجالس ولها طيب له ريح. زانية. (نيل الأوطار)