الأحد، 24 نوفمبر 2013

الذي يقول أنا ما أكفِّر من يعبدون الحسن والحسين والبدوي نقول له: أنت مشرك مثلهم


قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/134): الذي يقول أنا ما أكفِّر من يعبدون الحسن والحسين والبدوي، لا أكفّرهم لأنهم يقولون: لا إله إلاَّ الله؛ هم إخواننا، لكن أخطئوا، نقول له: أنت مشرك مثلهم، لأنك لم تكفر بما يُعبد من دون الله، والله تعالى قدّم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله، قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} فلا بد من الكفر بالطاغوت، ولابد من الكفر بما يعبد من دون الله عزّ وجلّ، واعتقاد بطلانه، والبراءة منه ومن أهله، وإلا فلا يصير الإنسان مسلماً، لأن هذا تلفيق بين الإسلام والكفر، ولا يجتمع الكفر والإسلام أبداً.
فهذا الحديث(1) على اختصاره منهج عظيم، يبيّن معنى شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأنها ليست مجرد لفظ يقال باللسان ويردّد في الأذكار والأوراد، وإنما هي حقيقة تقتضي منك أن تكفر بما يُعبد من دون الله، وأن تتبرّأ من المشركين، ولو كان أقرب الناس إليك، كما تبرأ الخليل- عليه الصلاة والسلام- من أبيه وأقرب الناس إليه.
____________________________
(1):  "من قال: لا إله إلاَّ الله، وكفر بما يُعبد من دون الله، حَرُم ماله ودمه، وحسابه على الله عزّ وجلّ"