الأحد، 24 نوفمبر 2013

لا تعلق قلبك إلاَّ بالله عزّ وجلّ، ولا تتوكل إلاَّ عليه، ولا تُفوِّض أمورك إلاَّ إليه سبحانه وتعالى


قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه على كتاب التوحيد(1/138): في الحديث أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعبد الله بن عباس: "واعلم أن الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلاَّ بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلاَّ بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجَفَّت الصحف".
فالأمور كلها مرجعها إلى الله سبحانه وتعالى، فهو الذي يستحق أن يُعبد، وأن يُتوكّل عليه، وأن يُدعى، ويُرجى، ويُخاف سبحانه وتعالى، وما عداه فإنه خلق من خلق الله، مسخّر بيد الله سبحانه وتعالى، إن شاء سلّطه عليك وإن شاء منعه عنك، ما في الأرض من الأشرار من بني آدم ومن الشياطين ومن الجن ومن الإنس ومن الحيّات والسباع ومن سائر الأشياء الضارة، كلها بيد الله سبحانه وتعالى، إن شاء سلّطها عليك وإن شاء أمسكها عنك، فلا تخف من غير الله عزّ وجلّ، وكذلك الخير بيد الله سبحانه وتعالى: {بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، بيده الخير فلا يملك أحد من الخلق أن يُعطيك شيئاً من الخير إلاَّ إذا أراده الله سبحانه وتعالى لك، ويكون هذا الشيء سبب فقط أجرى الله على يده الخير لك، أو سبب أجرى الله على يده الضرر عليك فهي، مجرّد أسباب، وإلا فما من شك أن النار تُحرق، وأن السَّبُع يفترس، وأن العدو يَفْتِك بعدوه، ولا شك أن الله خلق أشياء فيها ضرر، ولكن هذه الأشياء جنود من جنود الله سبحانه وتعالى، نواصيها بيد الله: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} ، فإذا أراد الله سلّط عليك هذه الجنود، وإذا أراد الله حبس عنك هذه الجنود، إذاً فلا تعلق قلبك إلاَّ بالله عزّ وجلّ، ولا تتوكل إلاَّ عليه، ولا تُفوِّض أمورك إلاَّ إليه سبحانه وتعالى، ولا يمنع هذا من أن تتخذ الأسباب الجالبة للخير والأسباب الواقية من الشر، ولكن الاعتماد على الله سبحانه وتعالى.