الاثنين، 18 نوفمبر 2013

استعمال المعاريض وحُسن الأدب مع المسلمين، وعدم مواجهتهم بما يكرهون من الكلمات النابية

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(1/91) وعند شرحه لحديث ابن عباسعن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "عُرضت عليَّ الأمم...الحديث" والذي فيه قول الرجل:  ((ادع الله أن يجعلني منهم، قال: "سبقك بها عُكّاشة")):
قال الشيخ رحمه الله(1) في مسائله: "هذا فيه استعمال المعاريض" يعني: الكلمات التي تُستعمل بدل الكلمات المكروهة، لأنه لو قال لا تستحق هذا، أو أنت لا تصل إلى هذه المرتبة، لحصل عند الرجل انكسار نفس وخجل، فالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان كما قال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) } ، وقال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} ، فالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم أن هذا الرجل - بما علّمه الله سبحانه وتعالى- لا يصل إلى هذه المرتبة، ولكنه جاء بكلمة ليّنة لطيفة ليس فيها تجريح، فهذا فيه حُسن الأدب مع المسلمين، وعدم مواجهتهم بما يكرهون من الكلمات النابية، حتى ولو كانوا على خطأ، فهم يواجهون بكلمات فيها تطييب لخواطرهم، وعدم تجريح لنفوسهم.
_______________
(1)شيخ الإسلام الإمام المجدد الشيخ: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.