الأحد، 10 نوفمبر 2013

من أراد أن تسبق إليه الكسوة فليقدمها لآخرته، ولا يذهب طيباته في الدنيا وليرفعها إلى يوم الحاجة


من فتنة المال ألّا ينفق في طاعة الله، وأن يمنع منه حق الله، ومن فتنته السرف في إنفاقه ألا ترى قوله (صلى الله عليه وسلم) : (رُبّ كاسية فى الدنيا عارية في الآخرة) . قال المهلب: فأخبر أن فيما فتح من الخزائن فتنة الملابس، فحذّر (صلى الله عليه وسلم) أزواجه وغيرهن أن يفتن في لباس رفيع الثياب التي يفتن النفوس في الدنيا رقيقها وغليظها، وحذّرهن التعري يوم القيامة منها ومن العمل الصالح، وحضّهن بهذا القول أن يقدمن ما يفتح عليهن من تلك الخزائن للآخرة وليوم يحشر الناس عراةً، فلا يكسى إلا الأول فالأول في الطاعة والصدقة، والإنفاق في سبيل الله، فمن أراد أن تسبق إليه الكسوة فليقدمها لآخرته، ولا يذهب طيباته في الدنيا وليرفعها إلى يوم الحاجة.شرح صحيح البخاري لابن بطال(10/15)