الأربعاء، 22 أبريل 2015

استحباب لعق الأصابع والقصعة، وأكل اللقمة الساقطة بعد مسح ما يصيبها من أذى، وكراهة مسح اليد قبل لعقها

(لسنا فجعانين! إنما نطبِّق السُّنة)
.
من السُّنن المهجورة التي لا يعلم عنها أكثر العامة بل ربما كلهم، سُنة سلت الصحفة أو الصحن، وكذا سنة لعق الأصابع بعد الانتهاء من الأكل، وسنة إماطة الأذى عن اللقمة إذا سقطت وأكلها، فتجدهم ينظرون لفاعلها نظرة فيها كل أنواع الغرابة فيُشعرونك أنك مش شايف أكل في حياتك والله المستعان
.
بوَّب الإمام مسلم في صحيحه: باب استحباب لعق الأصابع والقصعة، وأكل اللقمة الساقطة بعد مسح ما يصيبها من أذى، وكراهة مسح اليد قبل لعقها
.
قال النووي في شرحه على مسلم: فيه : قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها )
وفي الرواية الأخرى : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ، ويلعق يده قبل أن يمسحها )
وفي رواية : ( يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعقها )
وفي رواية ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال : إنكم لا تدرون في أيه البركة )
وفي رواية : ( إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها ، فليمط ما كان بها من أذى ، وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة )
وفي رواية : ( إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه ، حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط . . . . وذكر نحو ما سبق )
وفي رواية : ( وأمرنا أن نسلت القصعة )
وفي رواية : ( وليسلت أحدكم الصحفة ) .
.
.
.
>>>> في هذه الأحاديث أنواع من سُنن الأكل ،
منها :
استحباب لعق اليد محافظة على بركة الطعام وتنظيفا لها ،
واستحباب الأكل بثلاث أصابع ، ولا يضم إليها الرابعة والخامسة إلا لعذر ؛ بأن يكون مرقا وغيره مما لا يمكن بثلاث ، وغير ذلك من الأعذار ،
واستحباب لعق القصعة وغيرها ،
واستحباب أكل اللقمة الساقطة بعد مسح أذى يصيبها ، هذا إذا لم تقع على موضع نجس ، فإن وقعت على موضع نجس تنجست ، ولا بد من غسلها إن أمكن ، فإن تعذر أطعمها حيوانا ولا يتركها للشيطان .
ومنها جواز مسح اليد بالمنديل ، لكن السُّنة أن يكون بعد لعقها . ا.هـ
.
.
>> قوله: (يَلعقها أو يُلعقها) معناه والله أعلم لا يمسح يده حتى يَلعقها فإن لم يفعل فحتى يُلعقها غيره ممن لايتقذر ذلك كزوجة وجارية وولد وخادم يحبونه ويلتذون بذلك ولايتقذرون وكذا من كان في معناهم .(شرح النووي على مسلم)
واللعق: اللحس. يعني لحسها حتى يكون ما بقي من الطعام فيها داخلاً في طعامه الذي أكله من قبل.(شرح رياض الصالحين للعثيمين)
.
.
>>قوله: (فليمط عنها الأذى): (فليمط) من الإماطة أي فليزل (عنها) أي اللقمة (الأذى) أي المستقذر من غبار وتراب وقذى ونحو ذلك. (عون المعبود)
.
.
>> قوله: (وأمرنا أن نسلت القصعة): أمر بسلت الصحن أو القصعة(1)، وهو الإناء الذي فيه الطعام، فإذا انتهيت فأسلته، بمعنى أن تلحسه، تمر يدك عليه وتتبع ما علق فيه من طعام بأصابعك وتلعقه. (شرح رياض الصالحين للعثيمين)
.
.
>> قوله: ( إن أحدكم لا يدري في أي طعامه يبارك له ) أي أن الطعام الذي يحضره الإنسان فيه بركة ولا يدري أن تلك البركة فيما أكل أو فيما بقي على أصابعه أو فيما بقي في أسفل القصعة أو في اللقمة الساقطة فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة.(عون المعبود)
___________________________
(1): قال الكسائي: أعظم القصاع الجفنة، ثم القصعة تليها تشبع العشرة، ثم الصحفة تشبع الخمسة، ثم المكيلة تشبع الرجلين والثلاثة، ثم الصحيفة تشبع الرجل.