السبت، 14 فبراير 2015

الناس على قسمين

الناس على قسمين:
قسم ظفرت به نفسه فملكته وأهلكته وصار طوعا لها تحت أوامرها
وقسم ظفروا بنفوسهم فقهروها فصارت طوعا لهم منقادة لأوامرهم.

قال بعض العارفين:
انتهى سفر الطالبين إلى الظفر بأنفسهم فمن ظفر بنفسه أفلح وأنجح
ومن ظفرت به نفسه خسر وهلك .
قال تعالى: فأما من طغى وءاثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى

فالنفس تدعو إلى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا، والرب يدعو عبده إلى خوفه ونهي النفس عن الهوى
والقلب بين الداعيين يميل إلى هذا الداعي مرة وإلى هذا مرة
وهذا موضع المحنة والابتلاء
وقد وصف سبحانه النفس في القرآن بثلاثة صفات: المطمئنة
والأمارة بالسوء
واللوامة.

[(إغاثة اللهفان لابن القيم)]