الأحد، 22 ديسمبر 2013

انظر التلطُّف، يكرِّر: يا أبت، يا أبت. وهكذا الداعية يتلطّف بالمدعو لا يأتيه بعنف وقسوة وشدة، ويقول: هذا غَيْرة لله!!!!

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/65): إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعثه الله في قوم وثنيِّين في أرض (بابل) ، يعبدون الكواكب، ويبنون لها الهياكل، وينحتون الأصنام التي على صورها، وكان أبوه يصنع الأصنام، ويبيعها على النّاس ويأكل من ثمنها.
فبعث الله إبراهيمعليه الصلاة والسلامفي هذه الأمة الوثنية يدعوها إلى التّوحيد وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، ويُنكر عليهم عبادة الأصنام، وبدأ بأبيه وقال: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً (43) يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ}، انظر التلطُّف، يكرِّريا أبت، يا أبتوهكذا الداعية يتلطّف بالمدعو، كما قال تعالى: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) } ، لا يأتيه بعنف وقسوة وشدة، ويقولهذا غَيْرة لله.