الاثنين، 30 ديسمبر 2013

الرؤيا على ثلاثة أقسام

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد(2/170-171): الرؤيا حقّ، وهي جزء من ستّة وأربعين جزءاً من النّبوّة.
قد ذكر ابن القِّيم رحمه الله في كتاب "الروح"(1) أن الرؤيا على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: حق، وهو ما يجري على يد ملَك الرؤيا، يأتي إلى النائم فيُريه أشياء عجيبة، فيستيقظ النائم وقد رأى هذه الرؤيا فتقع كما رآها.
النوع الثّاني: يكون من الشيطان، وذلك: أنّ الإنسان إذا نام ولم يذكر الله عند النوم، ولم يقرأ آية الكرسي، ولم يقرأ سور الإخلاص والمعوِّذتين، ولم يتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم، ويأتي بالأدعية المشروعة عند النّوم، فإنّ الشيطان يتسلّط عليه، ويكدِّر عليه نومه، ويُريه أشياء باطلة لا حقيقة لها من أجل أن يكدِّره. والسبب: أنه لم يتحصّن بالله من الشيطان قبل النوم.
النوع الثالث: حديث نفس، وذلك أنّ الإنسان يفكِّر في أشياء في اليَقظة، أو تُهِمُّه أشياء، فإذا نام فإنّ هذه الأشياء تَعْرِضُ له في نومِه، لأنّه كان مهتمًّا بها في اليقظة. وهذا حديث نفس ليس له حقيقة، وإنما هو أضغاث أحلام.
___________
(1): العلماء لهم ملاحظات على كتاب الروح. منها على سبيل المثال ما قال الإمام ابن باز رحمه الله:  ليس كل ما في الكتاب صحيحاً؛ لأن كل عالم يخطئ ويصيب وكل عالم يؤخذ من قوله ويترك، إلا الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فهناك مرائي وأشياء ذكرها قد لا يتابع عليها، وكذلك ترجيح لبعض المسائل، قد لا يتابع عليها -رضي الله عنه ورحمه-.
وقال: وقع فيه بعض التّساهل في حكايات المرائي ،المرائي المناميّة والتّساهل في بعض الأحكام، ولعلّه كان من أوّل كتبه -رحمه الله-، ومن ذلك ما ذكر إهداء القرب إهداء القرآن للموتى قراءة القرآن هذا فيه نظر.