الأحد، 19 أكتوبر 2014

(اصبروا يا أهل السُّنة حتى تكون لكم طوبى وحُسن مآب)

قال الإمام الألباني رحمه الله: نحن مع الأسف أصبحنا في زمان أولاً نسينا السُّنة ، وثانياً حلت محلها عوائد عادات ، إذا ما تركها المسلم حرصاً على السنة نُبذ بشتى الألقاب ولكن على أهل السنة أن يصبروا حتى تكون لهم طوبى وحسن مآب ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) ، طوبى لها معنيان ، معنى لغوي ومعنى آخر شرعي ، المعنى اللغوي العربي ، طوبى بمعنى هنيئا لهم ، أما المعنى الشرعي فطوبى شجرة في الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم : ( طوبى شجرة في الجنة يمشي الراكب المجد تحتها مائة عام لا يقطعها ) ظلال وثمار من كل الإشكال والأنواع كما جاء في حديث آخر والشيء بالشيء يذكر قال عليه السلام : ( إني لأعرف آخر رجل يخرج من النار وآخر رجل يدخل الجنة رجل يخرج من النار يحبو حبوا) كناية على أنه هلكان مستوي يعني ، هو يمشي هكذا حبوا ( تبدو له شجرة من بعيد ، فيقول يا رب أوصلني إليها حتى أستظل بظلها وآكل من ثمارها وأشرب من مائها فيقول الله عز وجل أي عبدي هل عسيت إن فعلت أن تسألني غيرها فيقول لا يا رب لا أسألك غيرها فيوصله الله عز وجل بقدرته ) - التي لا حدود لها - ( فيستظل بظلها ويأكل من ثمارها ويشرب من مائها ، ثم يتابع الطريق إلى الجنة ، فتبدو شجرة ثانية هي أعظم وأنضر من الأولى فيقول يا ربي أوصلني إليها فيقول لعلك لا تسألني غيرها ، قال لا أسألك غيرها ، فيوصله إليها ويأكل ويشرب ويتكيف تمام ، ثم يستلم الطريق فيبدو له شجرة ثالثة ، هي أنضر من الأولى والثانية فيقول يا ربي أوصلني إليها فيقول الله عز وجل كما قال له من قبل ، عسى أن لا تسألني غيرها قال لا أسألك غيرها ، فيوصله إليها يأكل ويشرب ويستريح ثم يتابع الطريق حتى يقترب من أبواب الجنة فيسمع أصوات أهل الجنة ، ونعيم أهل الجنة فيقول يا ربي أدخلني وراء باب الجنة فيقول الله عز وجل ادخل الجنة ولك فيها مثل الدنيا وعشر أضعافها ) هذا آخر من يخرج من النار و أخر من يدخل الجنة ، هذه الشجرات الثلاث ، لهذا الإنسان فكيف يكون شجرة من بشروا بأنهم هم الغرباء فقال عليه السلام : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ( في الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ، نعود لنفقه ونفهم لمن تكون هذه الطوبى ، قال عليه السلام في حديث آخر : ( قالوا له من هم الغرباء قال هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي)، في حديث آخر قال : ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) لذلك على الحريصين أن يكونوا من الغرباء الذين لهم طوبى وحسن مآب أن يصبروا على مجابهة الأخطاء ومعاشرة الناس الذين لا تطيب لهم إحياء السنن ، وإماتة البدع.
الهدى والنور٥٣