الأحد، 21 سبتمبر 2014

حكم التسمي بأسماء الله سبحانه وتعالى

قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح السفارينية(١/١٦٦_١٦٧): إن من أسماء الله ما لا يسمى به غيره ، مثل الله ، فلا يمكن أن نسمي أحداً بهذا الاسم لا على سبيل إرادة المعنى ، ولا على غيره ، كذلك اسم الرحمن أيضاً ، قال العلماء رحمهم الله : لا يجوز أن يسمى به غيره ولا يوصف به غيره ؛ لأن الألوهية والرحمة الواسعة الشاملة التي هي وصف لازم للراحم ؛ هذه لا تكون إلا لله .
أما بقية الأسماء فهي إن قصد بها ما يقصد بأسماء الله من الدلالة على العلمية والوصفية فإنها ممنوعة ، وإن قصد بها مجرد العلمية فليست ممنوعة ، فالحكم والحكيم من أسماء الله ، فإذا سمينا شخصا بالحكم أو بحكيم ولم نقصد معنى الحكمة فيه ولا معنى الحكم فهنا لا بأس به ، وفي الصحابة رضي الله عنهم من اسمه حكيم ، وفيهم من اسمه الحكم .
وإن قصدنا بذلك المعنى الذي اشتققنا منه هذا الاسم فهذا لا يجوز ، لأن هذا من خصائص أسماء الله ، فهي التي يراد بها الاسم والوصف ، ولهذا إذا سمينا رجلا بصالح فإنه جائز ولا يغير الاسم ، لأننا ما قصدنا بذلك التزكية ، أي وصفه بالصلاح وأننا ما سميناه صالحا إلا لأنه صالح ؛ سمينا صالحا مجرد علم .
كذلك إذا سمينا شخصا بسلمان فليس لأنه سالم ، بل قد يكون من أتعس الناس ، يوما تكسر رجله ، ويوما تكسر يده ؛ ويوما يفلق رأسه ، ويوما يخدش ظهره ، وليس فيه السلامة ، ومع ذلك نسميه سلمان ، وكذلك سليمان . فالمهم انه إذا لم يقصد المعنى في الاسم فإنه جائز لمجرد العلم فقط .