السبت، 13 سبتمبر 2014

ما معنى المعية في قوله: {وهو معكم أينما كنتم}؟ هل هي معية ذاتية أو معية علم وإحاطة؟

سئل العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله:

ما معنى المعية في قوله: {وهو معكم أينما كنتم}؟ هل هي معية ذاتية أو معية علم وإحاطة؟

الجواب:

نحن نعلم أن الله فوق كل شيء، وأنه استوى على العرش فإذا سمعنا قوله سبحانه: {وهو معكم أينما كنتم} فلا يمكن أن يفهم أحد أنه معنا على الأرض، لا يتصور ذلك عاقل فضلاً عن مؤمن ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواته.

ولا يستغرب هذا فإن المخلوقات وهي لا تنسب للخالق تكون في السماء ونقول: إنها معنا، فيقول: شيخ الإسلام: تقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا، ومع ذلك فالقمر مكانه في السماء. فالله مع خلقه، ولكنه في السماء، ومن زعم بأنه مع خلقه في الأرض كما تقول الجهمية فأرى أنه كافر يجب أن يتوب إلى الله، ويقدر ربه حق قدره، ويعظمه حق تعظيمه، وأن يعلم أنه سبحانه وسع كرسيه السماوات والأرض فكيف تكون الأرض محلاً له.

وقد جاء في الحديث: "ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض"، والحلقة الصغيرة، مع أن العرش مخلوق والكرسي مخلوق، فما بالك بالخالق سبحانه، فكيف يقال: إن الأرض تسع الله سبحانه أو أنه في الأرض، ومن مخلوقاته سبحانه ما وسع السماوات والأرض، ولا يقول: عن رب العزة مثل هذه المقولات إلا من لا يقدر الله حق قدره، ولم يعظمه حق تعظيمه، بل الرب عز وجل فوق كل شيء مستو على عرشه وهو سبحانه بكل شيء عليم.
المصدر
مجموع الفتاوى(١/١٤٣